في تقرير نشره موقع اتلانيك كآونسل، تنقل أروى دامون صورة قاتمة للوضع الإنساني في غزّة، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، بدعم مباشر من الولايات المتحدة. أكثر من 2.2 مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة، بينما تُمنع آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات من العبور، في مشهد يجسّد العبث الإنساني.
تقول إحدى العاملات في شبكة الإغاثة الدولية: "كارثة إنسانية حقيقية، لم نتخيلها يوماً. كنّا نوزّع وجبات من الأرز للأطفال لتخفيف الجوع، لكن نفد الأرز وتوقفت التوزيعات". وبسبب استهداف العاملين في المجال الإنساني، لا يُكشف عن أسمائهم، رغم قول أحدهم: "إسرائيل تعرفنا جميعاً على أي حال".
تفرض إسرائيل سيطرة تامة على ما يدخل إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح. وتزعم أن حركة حماس تسيطر على المساعدات، رغم تأكيد المنظمات الإنسانية أن ذلك غير صحيح. وحتى لو وُجدت حوادث سرقة، فهي لا تحدث في مستودعات المنظمات أو نقاط التوزيع.
تبحث الحكومة الإسرائيلية الآن خطة لاستئناف المساعدات ضمن آلية تتجاوز حماس، تشمل توزيع المساعدات من "مراكز إسرائيلية" تحت إشراف عسكري أو شركات أمنية خاصة. وقد ندد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بهذه الخطة، واعتبرها تهديداً لحياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
في ظل غياب الوقود وانعدام وسائل النقل، يتعذّر على السكان التنقل لمسافات طويلة لجلب المساعدات، خصوصاً في ظل القصف المستمر. بعض العائلات تحرق الكتب والنفايات لطهو الطعام، في ظل انقطاع غاز الطهي منذ شهور. المطابخ المجتمعية أصبحت ضرورية، لكن لا أحد يعرف إن كانت ستُموَّن.
ورغم ادعاءات إسرائيل بوجود وفرة في الغذاء داخل غزة، تؤكد الحقائق عكس ذلك: المستودعات فارغة، المخابز مغلقة، والأطفال يبحثون عن بقايا الطعام داخل الأواني.
الحكومة الإسرائيلية اعتمدت سياسة "الجوع أو الاستسلام"، رغم أن القانون الإنساني الدولي يجرّم استخدام التجويع كسلاح. وبينما تستند إسرائيل إلى مادة تتيح حجب المساعدات خشية وقوعها في أيدي العدو، ترد المنظمات بأن المساعدات لم تكن تصل لحماس حتى حين سمحت إسرائيل بدخولها خلال فترات التهدئة.
أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، تتضمن تهمة "التجويع كسلاح حرب". كما بدأت محكمة العدل الدولية مؤخراً النظر في القيود الإسرائيلية على المساعدات، بناءً على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم مقاطعة إسرائيل للجلسات ورفضها للمحكمة.
تزامناً مع تعثر مفاوضات التهدئة، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة توسّع جديدة في غزّة، واستدعت عشرات آلاف الجنود الاحتياط، مما أثار غضب الشارع الإسرائيلي المطالب بالإفراج عن الأسرى ووقف الحرب.
يحذّر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من انهيار شامل. قال نائب المدير العام مايكل راين: "نحن نحطم أجساد وأرواح أطفال غزّة... نحن نجوّعهم... نحن متواطئون. هذا أمر شائن".
في حديثهم مع الكاتبة، يختنق الفلسطينيون سكان غزة بالكلمات من فرط الجوع والإنهاك بعد أكثر من عام ونصف من الحرب. يقولون لها: "أروى... لا نريد أن نكون أرقامًا".
https://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/gazans-fear-famine-amid-israel-aid-block-i-dont-want-to-be-a-number/